لقد جمع للتاج رحمه الله مع قوته في العلم والذكاء والحفظ، بسطةٌ في البيان واللفظ، فتراه في مطالع تراجمه التى يترجم بها لأهل مذهبه يُطْرِب الأسماع، ويستولي على القلوب والألباب، بعبارات سبكية ذهبية، لا زيف فيها بل خالصة نقية، بلا تكلف أو تقعر بل سَلِسَةٌ عَذْبة رويَّة، قد انقادت له البلاغة والفصاحة كما انقادت للبلغاء من أهل العربية.
اسمع هذه الأبيات التى يرثي بها شيخَه الذهبي عند وفاته - رحمه الله - والتاج آنذاك ابن إحدى وعشرين سنة:
مَن للحديثِ وللسَّارينَ في الطَّلَبِ ... من بعدِ موتِ الإمامِ الحافظِ الذهبي
مَن للرِّواية للأخبار يَنشُرُها ... بين البريَّةِ من عُجْمٍ ومِن عَرَبِ
(١) أعلام جمع عَلَم: رسْم الثوب ورَقْمُه في أطرافه. انظر: لسان العرب ١٢/ ٤٢٠، تاج العروس ١٧/ ٤٩٨، مادة (علم). الغُرُّ: البيض. وفي اللسان ٥/ ١٤ - ١٥، مادة (غرر). والأبراد جمع بُرْد: وهو ثوبٌ فيه خطوط، وخَصَّ بعضهم به الوشْي. انظر: لسان العرب ٣/ ٨٧، مادة (برد). والقُشُب جمع قَشِيب: وهو الثوب الجديد =