للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال رحمه الله: (الفصل الثامن (١): في تفسير حروف يُحتاج إليها.

وفيه مسائل: الأولى: الواو للجمع المطلق بإجماع النحاة؛ ولأنها تستعمل حيث يمتنع الترتيب، مثل: تقاتَل زيد وعمرو، وجاء زيد وعمرٌو قبله؛ ولأنها كالجمع والتثنية وهما لا يُوجِبان الترتيب).

هذا الفصل معقودٌ لتفسير حروفٍ تشتد حاجة الفقيه إلى معرفتها؛ لكثرة وقوعها في الدلائل، وقد أودعه مسائل:

الأولى: في حكم الواو العاطفة وبدأ بها؛ لأنها أصل الباب، وفيها مذاهب:

أحدها: أنها للترتيب، وهو الذي اشْتَهر من أصحاب الشافعي، كما (٢) قال إمام الحرمين (٣)، وهو قضية كلام الماوردي حيث استدل على الترتيب في الوضوء بآية الوضوء، وقال: "قد عُطِف بحرف الواو وذلك موجِب للترتيب لغةً وشرعًا" (٤).

والثاني: أنها للمعية، وعليه الحنفية، كما قال إمام الحرمين (٥) ثم قال:


(١) في (ت)، و (غ): "السادس". وهو خطأ.
(٢) سقطت من (ت).
(٣) انظر: البرهان ١/ ١٨١، وعبارته: "فاشتهر من مذهب الشافعي رحمه الله المصير إلى أنها للترتيب".
(٤) انظر: الحاوي ١/ ١٦٨.
(٥) نص عبارته: "وذهب أصحاب أبي حنيفة رحمه الله إلى أنها للجمع". البرهان =

<<  <  ج: ص:  >  >>