[المبحث الثاني: الملاحظات العامة على كتاب (الإبهاج في شرح المنهاج)]
المتأمل لمؤلف التقي السبكي - رحمه الله - يلاحظ أنه يملي من حفظه، ويكتب من فكره؛ لأنه لا يعتنى بالنقل عن غيره كثيرًا، بل يتميز مُؤَلَّفُه بأسلوب مستقل، واعتناء كبير بتحقيق المسائل والتنبيه على دقائق الشرح، والاستدراك على شُراح المنهاج، وتبيين ما أخطأ فيه بعضهم. إلا أن أسلوبه - رحمه الله - يتميز بالصعوبة والغموض في بعض الأحيان، وذلك إذا أغرق في بحث المعقولات؛ إذ هو - رحمه الله - بحر البحار كما وصفه ابنه التاج البحر الزخار.
انظر على سبيل المثال بحثه في الفرق بين التصور والتصديق في: ص ٧٣ - ٧٨.
وانظر التنبيهات الخمسة في تعريف الفقه: ص ٨٢ - ٨٩.
أما قوته - رحمه الله - في البحث والتحقيق فينبيك عنها بحثه في كل المسائل، واستدراكه على كثيرين، ودونك مسألة الأداء والإعادة والقضاء، وهي المسألة الخامسة من الباب الأول: ص ١٩٩ - ٢١٤.