للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال له (١) ذلك لأنه رأى الفقر خيرًا له من الغنى (٢).

قال: (والكلية كالقرآن لبعضه).

[العلاقة الخامسة: الكلية]

وهي إطلاق اسم الكل على الجزء. ومَثَّل له الإمام بإطلاق لفظ العام وإرادة الخاص (٣)، وفيه نظر؛ لأن دلالة العموم من باب الكلية لا من باب الكل، والفرد منه (٤) من باب الجزئية لا (من باب) (٥) الجزء، وتحقيق هذا يُتَلَّقى مِنْ فاتحة كتاب العموم والخصوص من هذا الشرح، وسننتهي إليه إن شاء الله تعالى. والمصنف مَثَّل له بإطلاق لفظ القرآن على بعضه، وليس بجيد أيضًا؛ لأن القرآن من الألفاظ المتواطئة يطلق بالحقيقة على كله، وعلى بعضه عند التجرد من الألف واللام، وعند الاقتران بها إذا أريد بها (٦) مطلق الماهية (٧). ويطلق على ما يُراد منه إذا اقترن بالألف واللام وأريد بها


(١) سقطت من (ت).
(٢) انظر: شرح مسلم للنووي ٣/ ٢٢١، فتح الباري ٩/ ١٣٥، فيض القدير للمناوي ٣/ ٢٧١، نهاية المحتاج ٦/ ١٨١.
(٣) انظر: المحصول ١/ ق ١/ ٤٥٢.
(٤) أي: من العام.
(٥) سقطت من (ت)، و (غ).
(٦) أي: بالألف واللام.
(٧) وهي الألف واللام التي للجنسية. والمعنى: أن إطلاق لفظ: "قرآن"، أو "القرآن" بالألف واللام التي للجنسية - على بعضه ليس من قبيل المجاز.

<<  <  ج: ص:  >  >>