للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتحقيق أن الجوابين خارجان عن صَوْب (١) التحقيق، وإنما الجواب الدقيق الذي ليس بعده شيء ما قرره لنا (٢) غيرَ مرةٍ والدي أطال الله بقاه فقال: تقدير الكلام: ليس شيءٌ كمثله، فشيء اسم ليس وهو المبتدأ، وكمثله الخبر، فالشيء الذي هو موضوع، قد نُفِيَ عنه المثل الذي هو محمول، فهو (٣) منفي عنه لا منفيٌ؛ فيكون (٤) ثابتًا، فلا (٥) يلزم أن تكون الذات المقدسة منفية (٦)، وإنما المنفيُّ مِثْلُ مِثْلِها، ولازمه نفي مثلها، وكلاهما منفي عنها (٧). والله أعلم.

[العلاقة الحادية عشر: النقصان]

أي: المجاز بالنقصان في اللفظ (٨). مثل: قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} (٩) تقديره: واسأل أهل القرية، إذ القرية عبارة عن الأبنية وهي لا


(١) صوب بمعنى صواب، يقال: قول صَوْب وصواب. انظر: لسان العرب ١/ ٥٣٥، مادة (صوب).
(٢) سقطت من (ت).
(٣) أي: الشيء.
(٤) أي: الشيء.
(٥) في (ك): "ولا".
(٦) لأن تقدير الآية: ليس ذاتٌ كمثلة، أي: كمثل ذاته. فالذات لله تعالى مثبتة، والمنفي هو المِثْلية.
(٧) أي: عن الذات المقدسة.
(٨) قال الإسنوي في تعريف هذا النوع: هو أن ينتظم الكلام بزيادة كلمة فيعلم نقصانها. انظر: نهاية السول ٢/ ١٦٨.
(٩) سورة يوسف: الآية ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>