للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: (الفصل الأول: في العلّة. وهي المعرّف للحكم.

قيل: المستنبطة، عرفت به فيدور.

قلنا: تعريفه في الأصل، وتعريفها في الفرع فلا دور).

إنما أفرد بيان العلّة (١) بفصل مقدّم على بيان الأصل والفرع ومتعلقاتهما (٢)، لكثرة تشعب الآراء عندها وعِظَم موقعها، ولتشتت (٣) المباحث فيها، قد اختلفت مقالات الناس في تفسيرها على مذاهب (٤):


(١) العلّة في اللغة: تأتي بفتح العين وكسرها. أما بالفتح: فإنها تأتي بمعنى الضرة، وبنو العلات، بنو رجل واحد من أمهات شتى، وإنما سميت الزوجة الثانية علّة، لأنها تعل بعد صاحبتها من العلل الذي يعني به الشربة الثانية عند سقي الإبل، والأولى منهما تسمى النهل. أما بالكسر: فإنها تأتي بمعنى المرض، يقال اعتل العليل علة صعبة، من علّ يعلّ واعتل، أي مرض فهو عليل وأعله الله. كما تأتي بمعنى السبب، تقول هذا علّة لهذا أي سبب، ولعل هذا الأخير هو المناسب للمعنى الاصطلاحي. ينظر اللسان: ٤/ ٣٠٨٢، مادة علل، والصحاح ٥/ ١٧٧٣ مادة علل.
(٢) هذا الفصل معقود للركن الثالث وهو العلة وقد جعله في مقدمة وثلاثة أطراف.
فالمقدمة: في بيان حقيقة العلّة، وبيان المذاهب فيها.
وأما الطرف الأول: قي الطرق الدالة على العلية، (وهي مسالكها).
والطرف الثاني: في الطرق الدالة على إبطالها (وهي قوادحها).
والطرف الثالث: في شروط العلّة وأقسامها.
وكان الأولى أن يتكلم عن شروطها قبل أن يتكلم عن مسالكها وقوادحها. فالحكم عن الشيء فرع عن تصوره.
(٣) في (ت): لسبب.
(٤) تعريف العلّة اصطلاحًا اختلفوا في تعريفها تبعا لتفسرها وسأوجزها باختصار:
الفريق الأول قالوا: إنّه يراد بها المعرف للحكم. وممن اختاره البيضاوي وكثير من =

<<  <  ج: ص:  >  >>