للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دلالةَ الفِعْلِ على المفعول به أقوى من دلالته على المفعول فيه.

ثم إن الإمام قال: "إنَّ أكلًا غيرُ مصدر في الحقيقة" (١). وهذا مخالفٌ لإجماع أهل اللسان على أنه مصدر، وأنَّ إعرابَه النصبُ على المصدر، (ولكن عُذْر الإمام أنه يَدَّعِي أنه يُشْعر بالوحدة، فليس (٢) المراد به الحقيقة من حيث هي، والمصدر للحقيقة من حيث هي (٣). ونحن لا نسلم له الإشعار بالوحدة) (٤).

[خاتمة]

صورة هذه المسألة أن يكون الفعل متعديًا غير مُقَيَّد (٥) بشيء، كما مثلناه، وهو الذي ذكره إمام الحرمين والغزالي والآمدي وغيرهم (٦)، وعلى هذا لا تتناول هذه المسألة الأفعال القاصرة.

والقاضي عبد الوهاب في كتاب "الإفادة" قال: الفعل في سياق النفي


(١) انظر: المحصول ١/ ق ٢/ ٦٣٠.
(٢) في (غ): "وليس".
(٣) يعني: عذر الإمام في عدم اعتبار "أكلًا" مصدرًا: أنه يدعي أن لفظ "أكلًا" يُشْعر بالوحدة، أي: يفيد أكلًا واحدًا منكَّرًا، فليس المراد بـ "أكلًا" الحقيقة من حيث هي، كما هو الحال في المصدر.
(٤) سقطت من (ت).
(٥) في (ك): "مقيَّد".
(٦) انظر: المستصفى ٣/ ٢٧٢، الإحكام ٢/ ٢٥١، نهاية الوصول ٤/ ١٣٧٣. ملاحظة: لم أقف على كلام إمام الحرمين - رحمه الله تعالى - على المسألة في "البرهان"، ولا في "التلخيص".

<<  <  ج: ص:  >  >>