للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيان (١).

[فائدة]

قد ذكر المصنف هنا أن الفعل أدل من القول، وأنَّ القول يدل بنفسه، يعني: فيكون أدل. وظاهر هذا التنافي بين الكلمتين، والتحقيق أن الفعل أدل على الكيفية، والقول أدل على الحكم، ففعل الصلاة أدلُّ مِنْ وصفها بالقول؛ لأن فيه المشاهدة. واستفادةُ (٢) وقوعِها على جهةٍ معيَّنة مِنْ واجب أو ندب أو غيرهما بالقول - أقوى وأوضح من الفعل؛ لصراحته.

قال: (الثانية: لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة؛ لأنه تكليف بما لا يطاق. ويجوز عن وقت الخطاب. ومنعت المعتزلة. وجَوَّز البصري،


= اللمع ص ٦٩، شرح اللمع ١/ ٥٥٧، شرح التنقيح ص ٢٨١، العضد على ابن الحاجب ٢/ ١٦٣، تيسير التحرير ٣/ ١٧٦، فواتح الرحموت ٢/ ٤٦، شرح الكوكب ٣/ ٤٤٧.
(١) أي: سواء كان قولًا أو فعلًا. هذا إذا علمنا تقدم احدهما. فإن لم نعلم تقدم أحدهما على الآخر - جعلنا القول هو البيان. هكذا قال أبو الحسين في المعتمد ١/ ٣١٣، قال الأنصاري في "الفواتح" (٢/ ٤٧) عن قول أبي الحسين: "اعلم أن الحق هذا القول، واختاره الآمدي، ولم يوجد أيضًا في كتبنا ما ينافيه، فإن المتقدم مُفهم للمراد قطعًا، فلا إجمال بعده"، وتبعه على هذا المطيعي رحمه الله تعالى في سلم الوصول ٢/ ٥٢٩، ونقل عبارته هذه، ولكن قول الأنصاري: "واختاره الآمدي" وَهَم، فإن الآمدي اختار رأي الجمهور.
(٢) قوله: "واستفادة" مبتدأ، خبره قوله بعده: "أقوى".

<<  <  ج: ص:  >  >>