للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تنبيهان]

أحدهما: إطلاق المبيَّن - بفتح الياء - على الواضح بنفسه صحيحٌ؛ لأن المتكلم أوضحه حيث لم يأت بمجمل. نَبَّه عليه الجاربردي (١).

الثاني: جَعَل العِبْري والجاربردي والإسفراييني وغيرهم من الشارحين قوله: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} (٢) مثالًا للواضح بغيره (٣)، وهو وَهَمُ؛ لأنه قَسَّم ذلك الغير في المسألة الآتية إلى القول والفعل، وظاهر كلامه حَصْره فيهما، فلو كان هذا من أقسامه لم ينحصر في ذَيْنِك القسمين؛ إذ المبيِّن فيه ليس إلا العقل، وهو غير القول والفعل. والذي حملهم على ذلك أنهم لما رأوه قَدَّم (٤) قوله: "أو بغيره" - تَوَهَّمُوا (٥) أنه من باب اللف


= العقول ٢/ ١٤٨، الإحكام ٣/ ٢٦، البحر المحيط ٥/ ٩٨، المعتمد ١/ ٢٩٤، ٢٩٦، شرح التنقيح ص ٢٧٤ - ٢٧٨، تقريب الوصول إلى علم الأصول ص ٨٥، شرح الكوكب ٣/ ٤٣٧.
(١) المعنى: أن إطلاق "المبيَّن" على الواضح بنفسه يُشكل عليه أن المبيَّن: هو ما يكون قد بُيِّن بالغير؛ لأن "المبيَّن" اسم مفعول، فيكون البيان بغيره لا به. والجواب: هو أن إطلاق المتكلم لهذا اللفظ الواضح بنفسه وإيراده له دون المجمل جَعَله مبيِّنًا بفعل المتكلم، فهو مبيَّن بالغير من جهة تلفظ المتكلم به، وإن كان هو مبيِّن بنفسه. انظر: السراج الوهاج ٢/ ٦٢٠ - ٦٢١، نهاية السول ٢/ ٥٢٤ - ٥٢٥.
(٢) سورة يوسف: الآية ٨٢.
(٣) انظر: شرح العبري على المنهاج ١/ ٤٦٢، السراج الوهاج ٢/ ٦٢٠، مناهج العقول ٢/ ١٤٨، معراج المنهاج ١/ ٤١١.
(٤) في (ص): "قد مر".
(٥) في (ص): "فوهموا".

<<  <  ج: ص:  >  >>