للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهابَ استفسار اللافظ، لكون اللافظِ مَهيبًا، أو استنكف أي: تعاظم السامعُ عن استفساره، وحينئذ فربما يفهم من اللفظ غير مراد اللافظ ويَحْكي لغيرِه، ويحكي ذلك الغير لآخر وهكذا؛ فيؤدي إلى وقوع جمعٍ كثيرٍ في الغلط وذلك جهل عظيم.

والدليل على أنه يتضمن مفسدة اللافظ: أنه قد يحتاج في تفسير اللفظ المشترك إلى اللفظ المنفرد فيكون المشترك ضائعًا. وأيضًا فإنه يؤدي إلى إضراره إذ يصير دائمًا مفتقرًا إلى التفسير. وأيضًا فربما ظَنَّ اللافظُ أنَّ السامع فهمَ المعنى الذي أراده، فيعتمد على ذلك فيضيع غرضه، أي: غرض اللافظ.

قوله: "فيكون مرجوحًا" (أي: إذا ثبت هذا كله كان المشترك مرجوحًا) (١) أي: على خلاف الأصل (٢).

قال: (الثالثة: مفهوما المشترك إما أن يتباينا كالقرء للطهر والحيض، أو يتواصلا فيكون أحدهما (جزءًا للآخر) (٣) كالممكن (٤) للعام والخاص، أَوْ لازِمَه (٥) كالشمس للكوكب وضوئِه).


(١) سقطت من (ت).
(٢) انظر المسألة في: المحصول ١/ ق ١/ ٣٨١، التحصيل ١/ ٢١٧، الحاصل ١/ ٣٣٢، نهاية السول ٢/ ١١٩، السراج الوهاج ١/ ٣١٥، شرح الأصفهاني ١/ ٢١١، مناهج العقول ١/ ٢٢٦، البحر المحيط ٢/ ٣٨١.
(٣) في (ص)، و (غ): "جزء الآخر".
(٤) "كالإمكان". في (ص): "كالممكن". وفي هامشها تصحيح: "كالإمكان".
(٥) في نهاية السول ٢/ ١٢١: "أو لازمًا له".

<<  <  ج: ص:  >  >>