للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثالث: طلبه العلم وشيوخه]

قد نشأ التاج - رحمه الله تعالى - في بيت علم وفضل ودين، بيت التَّقِيِّ الإمام العَلَم، وهذا من فضل الله تعالى على التاج وإخوانه، أن ينشأوا في بيت العلم والفضل؛ فإنَّ مما يساعد على مزيد الفائدة أن يجتمع حُنُوُّ الأب مع حُنُوِّ المعلِّم وحرصِه على التعليم، فلا يبقى إلا حرصُ المتعلِّم واستعدادُه.

وقد كان التقي رحمه الله يغرس في أبنائه حبَّ العلم، ويحثهم على الجد والاجتهاد في تحصيله، ولا يألو جهده في نصحهم وإرشادهم، مع الثناء عليهم في بعض أعمالهم العلمية، تشجيعًا وترغيبًا.

وقد سبق ذِكْر قصيدته التي وجَّهها لابنه الأكبر محمد رحمه الله، ناصحًا له، وحاثًّا على حيازة العلم والعمل، والدين والأخلاق، والاقتداء بسِيَر الأعلام النبلاء:

أبُنَيَّ لا تُهْمِلْ نصيحتيَ التي ... أُوصيكَ واسْمَعْ مِنْ مقالي تَرشُدِ (١)

ولما وقف على كتاب "المناقضات" لابنه الشيخ الإمام العلامة بهاء الدين أبي حامد أحمد - رحمه الله تعالى - قال مادحًا له:

أبو حامدٍ في العلمِ أمثالُ أنْجُمِ ... وفي النَّقْدِ كالإبريزِ أُخْلِصَ بالسَّبكِ

فأوَّلُهُمْ مِنْ إسْفَرايِنَ نَشْؤْه ... وثانيهُمُ الطُّوسِيُّ والثالثُ السُّبْكي


(١) انظرها في الطبقات الكبرى ١٠/ ١٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>