للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فوائد]

الأولى: الصحيح جواز ورود المجمل فى كتاب الله تعالى، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - (١). والدليل عليه ما تلونا من الآيات، وفي مسألة ورود المشترك في كتاب الله، وسنة رسوله (٢) - صلى الله عليه وسلم - (٣).

الثانية: اختلفوا في جواز بقاء الإجمال بعد وفاة (رسول الله) (٤) صلى الله عليه وسلم (٥)، واختار إمام الحرمين في "البرهان" في أثناءِ بحثٍ: "أنَّ


= الوجه الذي وقع عليه، وحينئذٍ يُستغنى عن البيان. وقد لا يقترن به ذلك؛ فيكون مجملًا. مثال الأول: مداومته عليه الصلاة والسلام على الركوع والسجود في الصلاة، فإن مجرد فِعْلهما لا يدل على أنهما من واجبات الصلاة، لكن قرينة المداومة تدل على ذلك؛ إذ لو كان غير واجبٍ لتركه؛ لئلا يعتقد وجوبه، فإن المداومة خصوصًا مع قوله: "صلوا كما رأيتموني أصلي" يدل على ذلك. مثال الثاني: تركه التشهد الأول، فإن مجرد تركه لا يدل على أنه ليس من واجبات الصلاة؛ لاحتمال أن يكون تركه ناسيًا، وإنما يدل عليه أن لو عُلم تركه متعمدًا. انظر: المحصول ١/ ق ٣/ ٢٣٦، نهاية الوصول ٥/ ١٨١٠.
(١) هو قول جميع العلماء سوى داود الظاهري رحمه الله تعالى. وقد ذهب بعض أصحابه إلى أن له في المسألة قولين أصحهما المنع من ورود المجمل في الكتاب والسنة. انظر: المحصول ١/ ق ٣/ ٢٣٧، نهاية الوصول ٥/ ١٨١٢، المحلي على الجمع ٢/ ٦٣، شرح التنقيح ص ٢٨٠، البحر المحيط ٥/ ٦٠، شرح الكوكب ٣/ ٤١٥.
(٢) في (ت): "نبيّه".
(٣) لأن المشترك من المجمل، فأدلة وروده في الكتاب والسنة - أدلةٌ لورود المجمل أيضًا. انظر: البرهان ١/ ٤٢١.
(٤) في (ت): "الرسول".
(٥) انظر: المحلي على الجمع ١/ ٢٣٣، البحر المحيط ٢/ ٢٠٣، ٥/ ٦٠، شرح الكوكب ٢/ ١٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>