للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثامن: الإجمال بصلاحية اللفظ لمتشابهين بوجهٍ ما، كالنور: للعقل، ونور الشمس (١).

التاسع: بصلاحيته لمتماثلين، كالجسم (٢): للسماء، والأرض. والرَّجل: لزيد، وعمرو. قال الغزالي: "وقد يكون موضوعًا لهما من غير تقدم وتأخر (٣)، وقد يكون مستعارًا لأحدهما من الآخر، كقولك: الأرض أُمُّ البشر. والأم إنما وضعت للوالدة" (٤).

وهذا كله في الإجمال في اللفظ، والمصنف جَعَل اللفظ مَوْرد التقسيم، فأفهم بذلك أن الإجمال لا يكون في الفعل، وليس بجيد، بل قد يكون فيه (٥) (٦).


(١) وجه الشبه بينهما هو الاهتداء بكلٍّ منهما. وقد أُورد على هذا المثال: أن إطلاق النور على العقل مجازي، وعلى نور الشمس حقيقي، ولا إجمال في مجرد ثبوت معنى حقيقي ومعنى مجازي للفظ. وأجيب: بأن استعماله في العقل مجاز مشهور، والمجاز المشهور بمنزلة الحقيقة، فيكون اللفظ بمنزلة المشترك، وإن لم تصر الحقيقة مرجوحة. انظر: حاشية البناني على المحلي ٢/ ٦١.
(٢) وهو المركب من جزأين فصاعدًا. انظر: حاشية البناني ٢/ ٦١.
(٣) الذي في "المستصفى": "وتأخير".
(٤) انظر: المستصفى ٣/ ٥٧ - ٥٨ (١/ ٣٦١).
(٥) انظر صور الإجمال في اللفظ في: المحصول ١/ ق ٣/ ٢٣٣، الحاصل ١/ ٥٨٧، التحصيل ١/ ٤١٣، نهاية الوصول ٥/ ١٨٠٥، نهاية السول ٢/ ٥٠٨، السراج الوهاج ٢/ ٦١٤، مناهج العقول ١٤٢٢ /، الإحكام ٣/ ٩، المستصفى ٣/ ٥٧ (١/ ٣٦١)، المحلي على الجمع ٢/ ٦٠، البحر المحيط ٥/ ٦٣، البرهان ١/ ٤٢١، نشر البنود ١/ ٢٧٦، العضد على ابن الحاجب ٢/ ١٥٨، فواتح الرحموت ٢/ ٣٢، تيسير التحرير ١/ ١٦٠، شرح الكوكب ٣/ ٤١٥، نزهة الخاطر ٢/ ٤٣.
(٦) لأن مجرد وقوع الفعل لا يدل على وجه وقوعه، إلا أنه قد يقترن به ما يدل على =

<<  <  ج: ص:  >  >>