للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأقطار، فمن المستبعد جدًا لعالم مثله فاق الأقران، وبزَّ أهل الزمان أن يكتفي بشيخ أو شيخين، بل لا بد أن يكون مكثرًا من الشيوخ، متتبعًا لهم ولو في الكهوف، ولكن الظاهر والله أعلم أن محن ذلك الزمان وتقلباته، وحروبه الطاحنة شغلت العلماء عن رصد مثل ذلك.

والذين نعرف أسماءهم من شيوخه هما: والده، والشيخ الكتحتائي.

أولًا: والده، وصورة من إجازته العلمية:

هو الإمام عمر بن قاضي القضاة السعيد فخر الدين محمد. وتلمذته على والده مما لا شك فيها، حيث يذكر البيضاوي في مقدمة "الغاية القصوى" أنه أخذ العلوم عن والده فيقول:

"إذا عرفت ذلك فاعلم أني أخذت الفقه عن والدي مولى الموالي، الصدرِ العالي، وليِّ الله الوالي، قدوةِ الخلف، وبقيةِ السلف، إمام الملة والدين، أبي القاسم عمر قَدَّس الله روحه، وهو عن والده قاضي القضاة السعيد فخر الدين محمد بن الإمام الماضي صدر الدين أبي الحسن علي البيضاوي قدس الله أرواحهم" ثم ذكر تتمة السند إلى الإمام الشافعي - رضي الله عنه -، ومنه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (١).

ولم تذكر لنا كتب التراجم سيرة والده، ولا تاريخ ولادته ووفاته، والمعروف عنه أنه كان من المقربين للأتابك أبي بكر بن سعد، سلطان بلاد فارس آنذاك (٢).


(١) انظر: الغاية القصوى ١/ ١٨٤ - ١٨٨.
(٢) انظر: دائرة المعارف الإسلامية لبروكلمان ٤٥/ ٤١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>