للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تُسأل.

ولقائل أن يقول: يحتمل أن يكون (١) الله خلق في القرية قدرة الكلام، ويكون ذلك معجزة لذلك النبي، ويبقى اللفظ على حقيقته. لا يقال: الأصل عدم هذا الاحتمال؛ لأنا نقول: هذا مُعَارَض بأن الأصل عدم المجاز، على أن هذا كله (٢) مُفَرَّع على أن القرية السم للأبنية المجتمعة، أما إنْ قلنا: إنها مُشْتَركة بينها وبين الناس المجتمعين، إما باشتراك لفظي أو معنوي - فالاستدلال ساقط بالكلية. ثم الذي يدل على أن القرية حقيقة في الناس المجتمعين أيضًا قوله تعالى: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً} (٣) {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ} (٤) {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا} (٥) (٦)؛ ولأن القرية مشتقة من "القَرْء": وهو الجمع


(١) سقطت من (ص).
(٢) أي: القول بالمجاز، وأن المراد أهل القرية لا القرية.
(٣) سورة الأنبياء: الآية ١١.
(٤) سورة الحج: الآية ٤٨.
(٥) سورة قصص: الآية ٥٨.
(٦) فالظلم والبطر لا يكونان من البنيان، بل من الناس، وكذا الإهلاك إنما يقع على الناس لا على البنيان. وهذا الاستدلال بهذه الآيات على أن المراد بالقرية هم الناس المجتمعون يَرِد أيضًا على آية: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} فإنها يمكن أن تدل على أن المراد بالقرية هم الناس المجتمعون، لكن دلالة هذه الآيات ليست صريحة؛ إذ يمكن تأويل آية {وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ}: أي: وكثيرًا قصمنا من أهل قرية. انظر: تفسير أبي السعود ٦/ ٥٨: وكذا آية الحج: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا}. قال أبو السعود ٦/ ١١٢: "أي: وكم من أهل قرية، فحذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه =

<<  <  ج: ص:  >  >>