للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُهْلة، (ولكن في (كلٍ شيء) (١) بحسبه) (٢)، كقولك: دخلتُ بغداد فالبصرة. وقولك: قمتُ فمشيتُ. فالأَول أفاد التعقيب على ما يمكن (٣)، والثاني أفاده (٤) على الأثر (٥)؛ إذ هو ممكن.

واستدل في الكتاب على أنها للتعقيب: بإجماع أهل اللغة على ذلك. وقد قَلَّد في نقل هذا الإجماع الإمام (٦)، وليس بجيد، فقد ذهب الجَرْمي (٧) إلى أنها للترتيب إلا في الأماكن والمطر فلا ترتيب، تقول: عَفَا مكانُ كذا، فمكان كذا. وإنْ كان عفاهما في وقت واحد. ونزل المطر مكانَ كذا، فمكانَ كذا. وإن كان نزولهما في وقت واحد.

وزعم الفراء أن ما بعد الفاء يكون سابقًا إذا كان في الكلام ما يدل عليه، وجَعَل من ذلك قوله تعالى: {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا


(١) في (ص): "كلٍّ".
(٢) في (ت): "ولكن كل شيءٍ بحسبه".
(٣) يعني: على الوقت الذي يمكن فيه دخول البصرة بعد دخول بغداد.
(٤) في (ت): "أفاد".
(٥) فالتعقيب هنا متصل.
(٦) انظر: المحصول ١/ ق ١/ ٥٢٣.
(٧) هو صالح بن إسحاق، أبو عمر الجَرْميّ البصريّ، مولى جَرْم بن زَبَّان من قبائل اليمن. كان يلقَّب بالكلب، وبالنَّبَّاح لصياحه حال مناظرة أبي زيد. وكان فقيهًا عالمًا بالنحو واللغة، ديِّنًا وَرِعًا، جليلًا في الحديث والأخبار، انتهى إليه علمُ النّحو في زمانه. من مصنفاته: التنبيه، وكتاب السير، وكتاب العَرُوض، وغريب سيبويه، وغيرها. توفي سنة ٢٢٥ هـ. انظر: سير ١٠/ ٥٦١، بغية الوعاة ٢/ ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>