للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطائفة: أنَّ "مِنْ" لا تكون إلا لابتداء الغاية (١)، وصححه ابن عصفور (٢).

ويُعرف كونها لابتداء الغاية بصحة وضع ("الابتداء" مكانها، وكونها للتبيين بصحة وضع) (٣) "الذي" مكانها، وكونها للتبعيض بصحة وضع "البعض".

ثم قال المصنف تبعًا للإمام: إنها حقيقة في التبيين (٤)؛ لأنه مشترك بين المعاني المتقدمة كلها، إذ يتبين في الأول ابتداء الخروج، وفي الثاني في مثل: {فَاجْتَنِبُوا (٥) الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} (٦) - تبيينُ المُجْتَنَب، وفي الثالث في مثل: أخذتُ مِنَ الدراهم - تبيينُ المأخوذ منه؛ فيكون متواطئًا حقيقة (في القدر المشترك، وإلا فإن كان حقيقة) (٧) في كل واحدٍ يلزم الاشتراك أو في البعض دون البعض يلزم المجاز، فليكن حقيقة في القدر المشترك دفعًا للاشتراك ودفعًا للمجاز. ولم يذكر المصنف المجاز ولا بد


(١) انظر: ارتشاف الضَّرَب ٤/ ١٧١٩.
(٢) الذي في "المقَّرب" لابن عُصفور ص ٢١٨: أنَّ "مِنْ" تأتي للتبعيض. وَمثَّل لذلك بقولك: قبضتُ من الدراهم.
(٣) سقطت من (ت).
(٤) انظر: المحصول ١/ ق ١/ ٥٣٠، وعبارة المحصول: "والحق عندي أنها للتمييز"، وكذا في التحصيل ١/ ٢٥١، ونقل الهندي عن الإمام عبارته بلفظ: ". . للتبيين". نهاية الوصول ٢/ ٤٣٣، وعبارة الحاصل ١/ ٣٧٧: "والحق أنها للتبيين".
(٥) في (ت)، و (غ)، و (ك): "اجتنبوا".
(٦) سورة الحج: الآية ٣٠.
(٧) سقطت من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>