للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورأيت في كتاب "تعظيم قدر الصلاة" للإمام الجليل محمد بن نصر (١) عن أبي عبيد (٢) أنه استدل على أن الشارع نَقَل الإيمان عن معناه اللغوي إلى الشرعي: بأنه نقل الصلاة والحج ونحوهما إلى معانٍ أخر، قال: فما بال الإيمان! وهذا يدل على تخصيص محل الخلاف بالإيمان وهو الذي وقع فيه النزاع في مبدأ (٣) ظهور الاعتزال.

قوله: "وإلا لم تكن عربية" استدل على ما اختاره: بأنه لو كانت تلك الألفاظ موضوعات مبتدأة (٤) - لم تكن عربية (٥). والملازمة ظاهرة (٦).


(١) هو شيخ الإسلام محمد بن نصر بن الحجَّاج المروزيّ، أبو عبد الله الحافظ الشافعي ولد ببغداد سنة ٢٠٢ هـ، كان إمامًا مجتهدًا علَّامة، من أعلم أهل زمانه باختلاف الصحابة والتابعين، قَلَّ أن تَرَ العيون مثله. قال ابن حزم رحمه الله: "لو قال قائل: ليس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثٌ ولا لأصحابه إلا وهو عند محمد بن نصر - لما أبعد عن الصِّدق". من مصنفاته: "القَسَامَة" وهو نفيس جدًا، ما خالف فيه أبو حنيفة عليًا وابن مسعود، تعظيم قدر الصلاة. توفي رحمه الله سنة ٢٩٤ هـ. انظر: سير ١٤/ ٣٣، الطبقات الكبرى ٢/ ٢٤٦.
(٢) هو الإمام الحافظ المجتهد أبو عبيد القاسِم بن سلَّام بن عبد الله، وأبوه سلَّام مملوكٌ روميّ لرجلٍ هرويّ. قال إسحاق بن رَاهُويَه: "إن الله لا يستحي من الحق: أبو عبيد أعلمُ مني ومن ابن حنبل والشافعيّ". وقال الدارقطني: ثمة إمام جبل. من مصنفاته: الأموال، الغريب، فضائل القرآن، الطهور، الأمثال، وغيرها. توفي سنة ٢٢٧ هـ. انظر: سير ١٠/ ٤٩٠، الطبقات الكبرى ٢/ ١٥٣.
(٣) في (ص): "مبتدأ".
(٤) هذا مقدم.
(٥) وهذا تالي؛ لأن القضية شرطية متصلة مكونة من مقدم وتالي.
(٦) أي: الملازمة بين المقدم والتالي ظاهرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>