للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأيته فكأنما رأيت تابعيًا.

وصح أن شيخه الإمام علاء الدين الباجي رحمه الله أقبل عليه بعض الأمراء، وكان الشيخ الإمام إلى جانبه الأيمن، وعن جانبه الأيسر بعض أصحابه، فقعد الأمير بين الباجي والشيخ الإمام، ثم قال الأمير للباجي عن الذي عن يساره (١): هذا إمام فاضل؟ .

فقال له الباجي: أتدري مَنْ هذا؟ هو إمام الأئمة.

قال: مَنْ؟

قال: الذي جلستَ فوقه تقي الدين السبكي.

ولعل هذا كان في سنة ثلاثَ عشرةَ وسبعمائة.

وأما شيخه ابن الرفعة فكان يعامله معاملةَ الأقران، ويبالغ في تعظيمه، ويعرض عليه ما يصنفه في "المَطْلبَ".

وكذلك شيخه الحافظ أبو محمد الدمياطي لم يكن عنده أحدٌ في منزلته (٢).

ولو أخذتُ أعدُّ مقالة أشياخه فيه لطال الفصل. وبلغني أن ابن الرفعة حضر مرةً إلى مجلس الحافظ أبي محمد الدمياطي، فوجد الشيخَ الإمامَ الوالدَ


(١) هكذا في النسخة المطبوعة المحققة من "الطبقات الكبرى"، والظاهر أن الصواب حذف "عن" الأولى، فتكون الجملة: "ثم قال الأمير للباجي الذي عن يساره"، أي: الباجي عن يسار الأمير.
(٢) انظر: الطبقات الكبرى ١٠/ ١٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>