للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإمساك أولى به (وأقرب إلى السلامة) (١)، فقال منهم قائل: إن في القرآن عربيًا وأعجميًا. والقرآن يدل على أنه ليس من كتاب الله شيءٌ إلا بلسان العرب. وَوَجَدْنا قائلَ هذا القول ومَنْ قَبِل ذلك منه تقليدًا له، وتَرْكًا للمسألة له عن حُجَّته ومسألة غيره ممنْ خالفه. وبالتقليد أغفل مَنْ أغْفل منهم، والله يغفر لنا ولهم" (٢). هذا نصه.

ونُقِل عن ابن عباس وعكرمة (٣) وقوعه (٤)، وهو الذي اختاره ابن الحاجب (٥)، واستدل عليه بإجماع النحاة على أن "إبراهيم" لا ينصرف للعَلَمية والعُجْمة. وذلك لا يُجديه (٦) شيئًا إذا كان محل الخلاف مقصورًا على أسماء الأجناس، غير شامل للأعلام. قال صفي الدين الهندي: "وهو الذي يجب أن يكون" (٧).

قال: (وعُورض: بأن الشارع اخترع معاني فلا بُدَّ لها من ألفاظ.


(١) سقطت من (ت)، و (غ)، و (ك).
(٢) انظر: الرسالة ص ٤١، ٤٢.
(٣) هو العلامة الحافظ المفسِّر أبو عبد الله عكرمة بن عبد الله البربريّ ثم المدنيّ الهاشمي مولى ابن عباس. قال ابن حجر في "التقريب": ثقة ثبت عالم بالتفسير، لم يثبت تكذيبه عن ابن عمر، ولا تثبت عنه بدعة، مات سنة أربع ومائة، وقيل بعد ذلك". انظر: طبقات ابن سعد ٥/ ٢٨٧، سير ٥/ ١٢، التقريب ص ٣٩٧.
(٤) أي: وقوع غير العربي. انظر: البحر المحيط ٣/ ٣٠، الصاحبي لابن فارس ص ٤٤، الإتقان للسيوطي ١/ ١٧٨.
(٥) انظر: بيان المختصر ١/ ٢٣٦.
(٦) أي: لا يجدي ابن الحاجب رحمه الله تعالى.
(٧) انظر: نهاية الوصول ٢/ ٣٣٦، وانظر: شرح الكوكب ١/ ١٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>