للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسمعتُ جماعة من أرباب علم الهيئة يقولون: لم نر مثلَه فيها.

وكذلك سمعتُ جماعة من أرباب علم الحساب.

وعلى الجملة: لا يمارِي في أنه كان إمامَ الدنيا في كلِّ علم على الإطلاق، إلا جاهلٌ به، أو معانِد.

ولقد سمعتُ الحافظ صلاح الدين خليل بن كَيْكَلَدِيَّ العلائيَّ يقول: الناس يقولون: ما جاء بعد الغزاليِّ مثلُه، وعندي أنهم يظلمونه بهذا، وما هو عندي إلا مثلُ سفيانَ الثوريِّ" (١).

قال الحافظ العراقي - رحمه الله - وهو تلميذه: "طلب الحديث في سنة ٧٠٣ هـ، ثم انتصب للإقراء، وتفقَّه به جماعة من الأئمة، وانتشر صيته وتواليفه، ولم يخلف بعده مثله" (٢).

وكذا قال الحافظ الحسيني - رحمه الله - وهو تلميذه أيضًا: "وكان رأسًا في كل علم. . . وتخرج به أئمة، وحَمَل عنه أُمم، ولم يخلف بعده مثله رحمه الله" (٣).

وقد نقل التاج - رحمه الله - ثناء الشيخ أبي العباس العُمَري، وأطال النقل عنه في ثنائه على التقي رحمه الله؛ لأن أبا العباس العمري كان بينه وبين والده شحناء فيكون ثناء أبي العباس مجردًا عن الهوى والمحاباة، وثناؤه لا يبعد عن ثناء التاج رحمهما الله تعالى، مما يُطَمْئن بأنَّ ثناء التاج رحمه الله


(١) انظر: الطبقات الكبرى ١٠/ ١٩٤ - ١٩٧.
(٢) نظر: الدرر ٣/ ٧٠.
(٣) انظر: ذيول العِبَر في خَبَر مَنْ غَبَر ٤/ ١٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>