للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوادي. أي: ماء الوادي، فعبروا عن الماء السائل بالوادي؛ لأن الوادي سبب قابل له، إطلاقًا لاسم السبب على المسبب. هكذا مَثَّل به الإمام وأتباعه (١) منهم المصنف.

وفيه نظر؛ فإن الوادي ليس جزءًا للماء فلا يكون سببًا قابلًا له، والمادي (٢) في اصطلاحهم: جنسُ ماهيةِ الشيء. كما عرفت في الخشب مع السرير (٣).

مثال الثاني: وهو تسمية الشيء باسم سببه الصوري - إطلاق اليد على القدرة كما في قوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} (٤) أي: قدرة الله فوق قدرتهم (٥)، فإن اليد صورةٌ خاصة يتأتى بها الاقتدار


(١) انظر: المحصول ١/ ق ١/ ٤٤٩، التحصيل ١/ ٢٣٣، الحاصل ١/ ٣٥٤.
(٢) نسبة إلى مادة الشيء.
(٣) فجنس ماهية السرير الخشب. قال الإسنوي: "ويظهر أن هذا من باب تسمية الحال باسم المحل، أو من مجاز النقصان الآتي، وتقديره: ماء الوادي". نهاية السول ٢/ ١٦٥.
(٤) سورة الفتح: الآية ١٠.
(٥) قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى في هذه الآية: "فيه أربعة أقوال: أحدها: يد الله في الوفاء فوق أيديهم. والثاني: يد الله في الثواب فوق أيديهم. والثالث: يد الله عليهم في المنة والهداية فوق أيديهم بالطاعة. ذكر هذه الأقوال الزجاج. والرابع: قوة الله ونصرته فوق قوتهم ونصرتهم، ذكره ابن جرير وابن كيسان". زاد المسير ٧/ ٤٢٧، وانظر: تفسير القرطبي ١٦/ ٢٦٧، فتح القدير ٥/ ٤٧، تفسير ابن كثير ٤/ ١٨٥، التسهيل لعلوم التنزيل ص ٦٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>