للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقولون: إنَّ ذلك قرينةٌ حالية أو لفظية؟ .

قلت: هي من قبيل القرائن اللفظية، وهي متوسطة بين القرائن الملفوظ بها والقرائن الحالية، وهي هيأةٌ صادرة من المتكلم عند كلامه، وذلك أنَّ (١) الكلام قد يخرج عن كونه كلامًا بالزيادة والنقصان، وقد لا يخرج عن كونه كلامًا، ولكن يتغير معناه بالتقييد، فإنك إذا قلت: قام الناس - كان كلامًا يقتضي إخبارك بقيام جميع الناس. (فإذا قلت: إن قام الناس - خرج عن كونه كلامًا بالكلية) (٢). فإذا قلت: قام الناس إلا زيدًا - لم يخرج عن كونه كلامًا، ولكن خرج عن اقتضاء قيام جميعهم إلى قيام ما عدا زيدًا (٣). وقد علمتَ أنَّ لإفادة "قام الناسُ" الإخبار (٤) بقيام جميعهم شرطين:

أحدهما: أن لا يبتدئه بما يخالفه (٥).

والثاني: أن لا يختمه بما يخالفه (٦) وله شرط ثالث أيضًا: وهو أن يكون صادرًا عن قصدٍ، فلا عبرة بكلام الساهي والنائم، فهذه ثلاثة شروط.


(١) في (ت): "لأن".
(٢) سقطت من (ت).
(٣) في (ت)، و (غ): "ما عدا زيد". انظر: شرح ابن عقيل ١/ ٦١٧.
(٤) في (غ)، و (ك): "للإخبار".
(٥) كما مَثَّل بقوله: إنْ قام الناس. أو يقول: ما قام الناس.
(٦) وذلك كما مثل بقوله: قام الناس إلا زيدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>