للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد أنكره المبرِّد (١)، وزعم أن الرواية الصحيحة) (٢):

من يفعل الخير فالرحمن يشكره (٣).

وإذا وجب دخول الفاء على الجزاء، وثبت أن الجزاء لا بد وأن يحصل عقيب الشرط - علمنا أن الفاء للتعقيب".

قوله: "وقوله: لا تفتروا" جواب عن سؤال مقدر تقديره (٤) أن يقال: قد جاءت الفاء لا بمعنى التعقيب في قوله تعالى: {لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا


(١) هو أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزْدي البصريّ النحوي الأخباريّ، إمام العربية ببغداد في زمانه. وثَّقه الخطيب وجماعة. وكان الناس بالبصرة يقولون: ما رأى المبرِّد مِثْلَ نفسِه. ولما صَنَّف المازنيُّ كتاب الألف واللام سأل المبرِّد عن دقيقه وعويصه، فأجابه بأحسن جواب، فقال له: قُمْ فأنت المبرِّد - بكسر الراء - أي: المُثْبِتْ للحق، فغيَّره الكوفيون، وفتحوا الرَّاء. من تصانيفه: معاني القرآن، الكامل، إعراب القرآن، الردّ على سيبويه، وغيرها. توفي ببغداد سنة ٢٨٥ هـ.
انظر: سير ١٣/ ٥٧٦، بغية الوعاة ١/ ٢٦٩، تاريخ بغداد ٣/ ٣٨٠، لسان الميزان ٥/ ٤٣٠.
(٢) سقطت من (ت).
(٣) البيت لحسان بن ثابت رضي الله عنه كما في كتاب سيبويه ٣/ ٦٤، ٦٥، وفي شرح شواهد المغني ١/ ١٧٨: "هو لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت رضي الله عنه، وقيل: لكعب بن مالك"، وفي شرح الشواهد للعيني ٤/ ٢٠: "قاله عبد الله بن حسان رضي الله عنهما. . . والشاهد في: الله يشكرها، فإنها جملة وقعت جواب الشرط وقد حذف فيها الفاء للضرورة، وأصلها: فالله يشكرها".
وانظر: الخصائص ٢/ ٢٨١، كلام محقِّق المحصول ١/ ق ١/ ٥٢٤.
(٤) في (غ): "تقريره".

<<  <  ج: ص:  >  >>