للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا (١) قد أثبته الكوفيون وصححه ابن مالك وشيخنا أبو حيان، ومنعه البصريون (٢). قال شيخنا: "وتأولُّهم مجيئَها لذلك (٣) مع كثرته في لسان العرب نَثْرِها ونَظْمها كثرةً تُسَوِّغ القياسَ ليس بشيء" (٤).

واعلم أن: "مِنْ" قد (٥) تدخل لابتداء الغاية في غير المكان والزمان، نحو: قرأت من أول سورة البقرة إلى آخرها. وفي الحديث: "من محمد رسول الله إلى هِرَقل عظيم الروم" (٦).


(١) أي: كون "من" تَرِد لابتداء الغاية في الزمان.
(٢) انظر: أوضح المسالك بتحقيق الشيخ محمد محيي الدين ٢/ ١٢٨، شرح ابن عقيل بتحقيق الشيخ محمد محيي الدين ٢/ ١٥، ١٦، مغني اللبيب ١/ ٣٤٩. والمراد بمنع البصريين هو جمهورهم وإلا فقد ذهب المُبَرِّد والأخفش وابن دُرُسْتُوَيْه من البصريين إلى أن "مِنْ" قد تأتي لابتداء الغاية في الزمان.
(٣) أي: تأوُّلُ البصريين مجيء "مِنْ" لابتداء الغاية في الزمان، كتأويلهم آية: {مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} أي: من تأسيس أول يوم. وتأويلهم بيت النابغة بتقدير: مِنْ مضي أزمان يوم حليمة. انظر: مغني اللبيب ١/ ٣٤٩، هداية السالك إلى تحقيق أوضح المسالك ٢/ ١٢٨.
(٤) انظر: ارتشاف الضَّرَب ٤/ ١٧١٨، والنقل بتصرف.
(٥) سقطت من (ت).
(٦) أخرجه أحمد في المسند ١/ ٢٦٢ - ٢٦٣. وأخرجه البخاري مختصرًا ومطولًا، ففي كتاب بدء الوحي ١/ ٧ - ١٠، حديث رقم ٧، وفي الإيمان، باب سؤال جبريل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان والإِسلام والإحسان، ١/ ٢٨، حديث رقم ٥١، وفي الجهاد ٣/ ١٠٧٤ - ١٠٧٦، باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الإسلام والنبوة. . إلخ، حديث رقم ٢٧٨٢. وانظر الأرقام: ٢٥٣٥، ٢٦٥٠، ٢٧٣٨، ٢٧٧٨، ٢٨١٦، ٣٠٠٣، ٤٢٧٨، ٥٦٣٥، ٥٩٠٥، ٦٧٧١. وأخرجه مسلم ٣/ ١٣٩٣ - ١٣٩٧، في الجهاد والسير، باب كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل يدعوه إلى الإِسلام، حديث رقم ١٧٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>