للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكذلك جُمُوع النكرات، فإذا قال: لأُكْرِمَنَّ رجالًا اليوم - فالمراد إكرامُ كلِّ واحدٍ واحدٍ (١) مما دل عليه "رجال". ومنه قوله تعالى: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} (٢) أي: على (٣) كل واحدٍ واحدٍ بنفسه، وليس المراد المجموع (٤).

وإذا تقرر ذلك فنقول: إذا قال القائل: اقتلوا زيدًا فقد أمر كلَّ فردٍ فردٍ بقتل زيد؛ لأن في "اقتلوا" ضميرًا يعود على كل فردٍ فردٍ كما قلناه.

وإذا عرفت هذا فهنا سؤال وتقريره: في قوله مثلًا: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} (٥) عمومان: أحدهما: في {الْمُشْرِكِينَ}. والثاني: في المأمورين بقتلهم. ودلالةُ العمومِ كليةً كما عرفت، فيكون أُمِرَ كلُّ فردٍ من (المؤمنين بقَتْل كلِّ فردٍ من) (٦) المشركين، (والفردُ الواحد لا يقدر أن يقتل كلَّ فردٍ من المشركين) (٧)، فيكون ذلك تكليفًا بالمستحيل، وهو غير


(١) سقطت من (ت).
(٢) سورة المائدة: الآية ١٠٥.
(٣) سقطت من (غ).
(٤) أي: المجموع دون الأفراد. ويعترض عليه في هذا المثال بأن "أنفس" معرفة بالإضافة فتعم، وقد سبق بيان أن العام في حالة الأمر لا يختلف حكمه إذا جعلنا دلالته كلًا أو كلية؛ لأننا لو أردنا به المجموع فلا يتحقق هذا المجموع إلا بفعل كل فرد. وهذا المثال وما قبله من قوله: "فائدة" هذكور في النفائس ٤/ ١٧٣٥.
(٥) سورة التوبة: الآية ٥. (والآية: {فَاقْتُلُوا}).
(٦) سقطت من (ت).
(٧) سقطت من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>