للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالْأَرْضَ} (١)، وقال: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} (٢)، فهذا عامّ لا خاصَّ فيه (٣) (٤). انتهى.

وهو كما صرح به (٥) الشافعي، وإنما ذكره توطئة لما بعده، وليس مما بَوَّب له إلا في كونه أريد به العموم (٦). فالمراد به العموم قسمان:

أحدهما: حقيقة لا خصوص فيه، وهو {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} (٧) (٨).

والثاني: مجاز فيه خصوص، وهو ما ذكره الشافعي بَعْدُ، مثْل: {الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا} (٩).


(١) سورة الأنعام: الآية ١ و ٧٣.
(٢) سورة هود: الآية ٦.
(٣) أي: ليس فيه خصوص، فليس هو بعام مخصوص، ولا عامٍ أريد به الخصوص.
(٤) انظر: الرسالة ص ٥٣، ٥٤.
(٥) سقطت من (ت).
(٦) أي: هذه الآيات الثلاث التي ذكرها الشافعي رضي الله عنه في أول الباب لا تندرج تحت عنوان الباب؛ لأنها لا يدخلها الخصوص، وإنما ذكرها رضي الله عنه توطئةً وتمهيدًا لما بعدها من الآيات التي فيها عموم يدخله الخصوص.
(٧) سورة الأنعام: الآية ١٠٢. سورة الرعد: الآية ١٦. سورة الزمر: الآية ٦٢. سورة غافر: الآية ٦٢.
(٨) ومن أمثلته أيضًا قوله تعالى: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، وقوله: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}، وقوله: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}، وقوله: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}. وقولنا: كل مخلوق له بداية. وكل حادث مخلوق. وكل أهل الجنة خالدون.
(٩) سورة النساء: الآية ٧٥

<<  <  ج: ص:  >  >>