للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثانية: (قال القرافي: المنقول) (١) عن ابن عباس إنما هو في التعليق على مشيئة الله تعالى خاصة، كمن حلف وقال: إن شاء الله. وليس هو في الإخراج بإلا وأخواتها. قال: ونَقَل العلماءُ أن مَدْرَكه في ذلك قولُه تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} (٢) قالوا: المعنى: إذا نسيتَ قَوْل إن شاء الله - فَقُلْ بعد ذلك، ولم يخصِّص وقتًا (٣).

الثالثة: قوله تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} , التقدير: ولا تقولن لشيء قولًا جازمًا إلا أن تَعْلم مشيئة الله تعالى، وهي لا تُعْلم؛ فلا تَقُلْ هذا القول الجازم. فالنهي حالةَ عدم العلم إنما هو عن جَزْم القول بأني فاعلٌ ذلك غدًا، ولا يلزم منه أن لا يقول ذلك غيرَ جازم به، بل يعلِّقه (٤) (على مشيئة الله) (٥)، فمن قال: أفعل غدًا إن شاء الله - غير آتٍ بالمنهي عنه. فافهم هذا فهو حسن (٦).

فإنْ قلت: مَنْ قال: {إِنِّي فَاعِلٌ} مع قوله: {إِنْ شَاءَ اللَّهُ} - هو


(١) في (ص): "قال القرافي في المنقول" وهو خطأ.
(٢) سورة الكهف: الآيتان ٢٣، ٢٤.
(٣) انظر: نفائس الأصول ٥/ ١٩٧٩، البحر المحيط ٤/ ٣٨١.
(٤) في (ت)، و (غ)، و (ك): "معلقه".
(٥) في (ص): "على مشيئة الله فافهم" والظاهر أن هذه زيادة؛ لأنه قال بعدها: "فافهم هذا فهو حسن".
(٦) انظر: زاد المسير ٥/ ١٢٧، فتح القدير ٣/ ٢٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>