للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلميذه الشيخ فخر الدين المِصْري (١)، ثم أنا (٢)، وكتبتُها من خط الوالد رحمه الله تعالى:

الجامعُ الأُمَوِيُّ فيه رُخامَةٌ ... يَأْوِي لها مَن للفَضائل يَطْلُبُ

الشيخُ فخرُ الدِّين نَجْلُ عَساكِرٍ ... والشيخُ عِزُّ الدين عنه يُنْسَبُ

والشيخُ تاجُ الدين نَجْلُ فَزارَةٍ ... عنه تَلقَّاها يُفيد ويَدْأبُ

ثم ابنُه أكرِمْ به من سَيِّدٍ ... ورعٍ له كلُّ الناصب تَخْطُبُ

وتلاه فخرُ الدِّين واحدُ مِصْرِهِ ... بذكائِه كالنارِ حِينَ تَلَهَّبُ

وابني يَليهمْ زادَهُ ربُّ السَّما ... عِلْمًا وفَهْمًا ليس فيه يَنصَبُ (٣)

وقد نزل التقي - رحمه الله - عن مشيخة دار الحديث الأشرفية لابنه عبد الوهاب - رحمه الله - وذلك في أواخر عمره حينما كبر التاج وكان ابن ثمان وعشرين سنة أو نحوها، ولم يكن نزوله له إلا لأهليته التي شهد بها مشايخُه.

يقول التاج رحمه الله: "ولما نزل لي عن مشيخة دار الحديث الأشرفيّة،


= مجلدات، وتعليقة على مختصر ابن الحاجب في الأصول. توفي سنة ٧٢٩ هـ. انظر: الطبقات الكبرى ٩/ ٣١٢، طبقات ابن قاضي شهبة ٢/ ٢٤٠.
(١) هو محمد بن علي بن إبراهيم، أبو الفضائل القاضي فخر الدين المِصْريّ. ولد بالقاهرة سنة ٦٩١ هـ، كان من أذكياء العالم، حفظ مختصر ابن الحاجب في تسعة عشر يومًا، وكان يحفظ في "المنتقى" كل يوم خمسمائة سطر. توفي بدمشق سنة ٧٥١ هـ. انظر: الطبقات الكبرى ٩/ ١٨٨، طبقات ابن قاضي شهبة ٣/ ٦٢.
(٢) وعليه فعمر التاج آنذاك أربع وعشرون سنة.
(٣) انظر: الطبقات الكبرى ١٠/ ١٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>