للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البعض فقط، وذلك البعض يصح أن يكون هو الأخير أو غيره (١).

الثالث: المجمل بواسطة استثناء المجهول، كما تقدم في العام إذا خُصَّ بمجهول، كما في قوله تعالى: {إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ} (٢).

والرابع: المجمل بواسطة التركيب، كقوله تعالى: {أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} (٣)، فإنَّ مَنْ بيده العقدة يحتمل أن يكون هو الزوج أو الولي؛ ولذلك اختلف العلماء فيه: فأخذ بالأول الشافعي (٤)، وبالثاني مالك (٥) رحمهما الله.

والخامس: المجمل بسبب التردد في عود الضمير إلى ما تقدمه، كقولك: كلما عَلِمه الفقيه فهو كما عَلِمه. فإن الضمير في "هو" مترددٌّ بين العود إلى الفقيه، وإلى معلوم الفقيه. والمعنى يكون مختلفًا، حتى إنه إذا


(١) فيصح أن يكون هو زيد، أو طبيب، أو أديب. انظر: شرح المحلي على الجمع ٢/ ٦٢.
(٢) سورة المائدة: الآية ١. سورة الحج: الآية ٣٠.
(٣) سورة البقرة: الآية ٢٣٧.
(٤) في قوله الجديد، وأخذ به أيضًا أبو حنيفة وأصحابه، والثوري، وابن شبرمة، والأوزاعي، وأحمد، وابن جرير الطبري رضي الله عنهم جميعًا.
(٥) والشافعي في القديم، وروي عن علقمة، والحسن، وعطاء، وطاوس، والزهري، وربيعة، وزيد بن أسلم، وإبراهيم النخعي، وعكرمة في أحد قوليه، ومحمد بن سيرين في أحد قوليه. انظر: الجامع لأحكام القرآن ٣/ ٢٠٦، تفسير ابن كثير ١/ ٢٨٩، زاد المسير ١/ ٢٨١، أحكام القرآن للجصاص ١/ ٤٣٩، أحكام القرآن لابن العربي ١/ ٢١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>