للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - ثبتت بالدليل القاطع وقد نَقَل قولَه: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ}. وأنَّ آدم عليه السلام زَوَّج بناتِه مِنْ بنيه، والآن محرمٌ اتفاقًا).

أجمع المسلمون على جواز النسخ، وذهبت فئة من المنتمين إلى الإسلام منهم أبو مسلم الأصفهاني (١) إلى مَنْع النسخ؛ هَرَبًا مِن البَدَاء (٢)، واعتقادًا منهم أنَّ النسخ يؤدي إليه (٣).


(١) هو محمد بن بَحْر الأصفهانيّ الكاتب، أبو مسلم. ولد سنة ٢٥٤ هـ. كان نحويًا كاتبًا بليغًا، مُتَرسِّلًا جَدِلًا، متكلِّمًا معتزليًا، عالمًا بالتفسير وغيره من صنوف العلم، ثم صار عامل أصبهان وعامل فارس للمقتدر. من مصنفاته: "جامع التأويل لمحكم التنزيل" أربعة عشر مجلدًا على مذهب المعتزلة، الناسخ والمنسوخ، وكتاب في النحو. توفي سنة ٣٢٢ هـ. انظر: معجم الأدباء ١٨/ ٣٥، بغية ١/ ٥٩.
(٢) البَدَاء: هو الظهور بعد الخفاء. ومنه يقال: بدا لنا سُور المدينة بعد خفائه. وبدا لنا الأمر الفلاني. أي: ظهر بعد خفائه. وإليه الإشارة بقوله تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ}، {بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ}، {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا}. انظر: الإحكام ٣/ ١٠٩، شرح اللمع ١/ ٤٨٥، البحر المحيط ٥/ ٢٠٦، المصباح المنير ١/ ٤٦، مادة (بدا).
(٣) نسب الشيرازي هذا القول إلى شرذمة من المسلمين. انظر: اللمع ص ٥٥، ونسبه الباجي إلى طائفة شاذة من المبتدعة. انظر: إحكام الفصول ص ٣٩١، ونسبه الغزالي وأبو الحسين إلى شذوذ من المسلمين. انظر المستصفى ٣/ ٤٩، المعتمد ١/ ٣٧٠. ونسبه إمام الحرمين إلى غلاة الروافض. انظر: البرهان ٢/ ١٣٠٠، ونسبه الإمام وأتباعه إلى بعض المسلمين. انظر: المحصول ١/ ق ٣/ ٤٤١، الحاصل ٢/ ٦٤١، التحصيل ٢/ ١٠، نهاية الوصول ٦/ ٢٢٤٥، وكذا القاضي في التلخيص ٢/ ٤٦٨. وأشهر من نُسب إليه هذا القول من المسلمين هو أبو مسلم الأصفهاني من المعتزلة، =

<<  <  ج: ص:  >  >>