للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا راكبًا إن الأُثَيْلَ مظنَّةٌ ... من صُبح خامسة وأنت مُوَفق

ومنها تخاطب النبي - صلى الله عليه وسلم -:

ما كان ضرّك لو مننت وربما ... مَنَّ الفَتى وهو المغيظ المحنق

قال ابن هشام: فيقال: والله أعلم إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما بلغه هذا الشعر قال: "لو بلغني هذا قبل قتله لمننت عليه" (١) انتهى.

وقال الزبير بن بكّار (٢) في النسب: سمعت بعض أهل العلم يقولون: إنها مصنوعة (٣) انتهى.

فقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لمننت عليه" يدلّ على أنّ الحكم كان (٤) مفوضًا إلى رأيه فإنّه لو كان قتله بأمر الله، لقتله ولو سمع شعرها ألف مرة (٥).

وقد قال المصنف تبعا للإمام (٦): إن هذه المرأة ابنة النضر، وهو


(١) ذكره ابن إسحاق: قال فلما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك - أي شعرها ورثاؤها - بكى حتى اخضلت لحيته، وقال لو بلغني شعرها قبل أن أقتله ما قتلته. ينظر: السيرة لابن هشام: ٣/ ٦٣، وتراجع القصة في: الإصابة: ٤/ ٣٨٩، والبيان والتبيين: ٤/ ٤٣.
(٢) الزبير بن بكار بن عبد الله القرشي الأسدي المكي، من أحفاد الزبير بن العوام، أبو عبد الله عالم بالأنساب وأخبار العرب، راوية، ولد بالمدينة سنة ١٧٢ هـ وولي قضاء مكة فتوفي بها سنة ٢٥٦ هـ له تصانيف منها: أخبار العرب وأيامها، وجمهرة نسب قريش، وغيرها. ينظر ترجمته: وفيات الأعيان: ١/ ١٨٩، تاريخ بغداد: ٨/ ٤٦٨.
(٣) وهو كتابه المعروف بجمهرة نسب قريش: (ت).
(٤) (كان) ليس في (غ).
(٥) ينظر: نهاية الوصول للصفي الهندي: ٨/ ٤٠٢٧.
(٦) ينظر: المحصول للرازي: ج ٢/ ق ٣/ ١٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>