للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنّه حينئذ يكون أقربَ إلى الروايةِ باللفظِ، وقد تقدّم أنّها راجحة على الرواية بالمعنى (١).

ومن أمثلته (٢) احتجاجنا على أنّ الدمَ الخارجَ من غيرِ السبيلين لا ينقضُ الوضوءَ. مما رواه شعبة عن سهيل بن أبي صالح (٣) عن أبيه (٤) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا وضوء إلا من صوت أو


(١) ينظر: نهاية السول مع حاشية المطيعي: ٤/ ٤٨٨ - ٤٨٩، وشرح العبري: ص ٦٢٨، السراج الوهاج للجاربردي: ٢/ ١٠٤٤، ومعراج المنهاج للجزري: ٢/ ٢٦٤ - ٢٦٥، ونهاية الوصول للصفي الهندي: ٨/ ٢٦٨٤.
(٢) ومثل له السبكي في رفع الحاجب: اللوحة ٣٠٩/ أ - ٣١٠ ب بقوله: "ولذلك رجح أصحابنا رواية مالك وسفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للرجل: "زوجتكها بما معك من القرآن" على ما رواه عبد العزيز بن أبي حازم وزائدة عن أبي حازم عن سهل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "ملكتها بما معك من القرآن"، لأنّ مالكًا وسفيان أعلم منهما وأوثق وأضبط".
(٣) هو سهيل بن أبي صالح أبو يزيد المدني مولى جويرية بنت الأحمس الغطفانية، حدث عن أبيه أبي صالح ذكوان السمان وغيره، وحدث عنه الأعمش، وربيعة، وهم من التابعين. وكان من كبار الحفاظ لكنه مرض مرضة غيّرت من حفظه. توفي رحمه الله في خلافة المنصور. ينظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء: ٧/ ٤٥٨ - ٤٦٢ رقم (٢٠٥)، وتقريب التهذيب: ص ٢٥٩ رقم (٢٦٧٥)، شذرات الذهب: ١/ ٢٠٨.
(٤) هو ذكوان بن عبد الله أبو صالح السمان مولى أم المؤمنين جويرية الغطفانية، القدوة الحافظ الحجة، كان من كبار علماء المدينة، وكان يجلب الزيت والسمن إلى الكوفة، ولد في خلافة عمر، وشهد يوم الدار وحصر عثمان، سمع من عائشة وأبي هريرة، وابن عباس، حدّث عنه ابنه سهيل، والأعمش والزهري وخلق سواهم. توفي سنة ١٠١ هـ. ينظر ترجمته في: طبقات ابن سعد: ٥/ ٣٠١، وسير أعلام النبلاء: ٥/ ٣٦ - ٣٧ رقم (١٠)، وتقريب التهذيب: ص ٢٠٣ رقم (١٨٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>