للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعرفة السنة ولا يحظى (١) ببعضها إلا مَنْ (هو أسهد) (٢) الليل (٣) مكابد. وقد تجرد لذلك في المائة الثانية جماعة من العلماء، ما منهم إلا مِنْ جاهِدٍ مُجَاهِد، وكَدَّ ودَأبَ ونَصَب واجتهد والله لسعيه شاهد، فما منهم إلا من بلغ الذروة وكان من أعظمهم منةً على مَنْ بعده من طلاب الفوائد الإمام الشافعي - رضي الله عنه -، فإن له أجل العوائد (٤)؛ لجمعه (٥) بين الحديث والفقه، وكان غيره يقتصر منهما على واحد؛ ولبناية كلامه (في الفقه) (٦) على أصول، هو أول من صنفها لما سأله ابنُ مهدي (٧)، فصنف له "الرسالة" وكم فيها من الفوائد (٨)، فهو أول (من


(١) في (ص): "ولا يخطئ". وهو خطأ.
(٢) في (ك): "لسهر".
(٣) السُّهْدُ والسُّهادة: نقيض الرُّقاد. وأسهد: صيغة اسم التفضيل، من الفعل سَهِد بالكسر، يَسْهَد سَهَدًا وسُهْدًا وسُهادًا: لم ينم. ورجل سُهُدٌ: قليل النوم. وعينٌ سُهُد، كذلك. لسان العرب: ٣/ ٢٢٤، مادة (سهد).
(٤) عادة بمعروفه عودًا، من باب قال: أفْضَل، واسم المصدر عائدة، وجمعه عوائد: وهو ما عاد به عليك المُفْضِل مِنْ صِلَةٍ أو أفضل. انظر، المصباح المنير: ٢/ ٨٨، لسان العرب: ٣/ ٣١٦، مادة (عود).
(٥) في (ك): "بجمعه".
(٦) سقطت من (ص).
(٧) هو عبد الرحمن بن مهدي بن حسان بن عبد الرحمن العنبري، وقيل: الأزدي، مولاهم، أبو سعيد البصري اللؤلؤي، الإمام الحافظ العَلَم. ولد سنة ١٣٥ هـ. قال علي بن المديني: "لو أُخِذْتُ فحُلّفت بين الركن والمقام - لحلفت بالله أني لم أرَ أحدًا قطُّ أعلمَ بالحديث من عبد الرحمن بن مهدي". وقال الشافعي: "لا أعرف له نظيرًا في هذا الشأن". وكان ورده كل ليلةٍ نصف القرآن. توفي بالبصرة سنة ١٩٨ هـ، وهو ابن ٦٣ سنة.
(٨) في (ت)، و (ك): "الفرائد".

<<  <  ج: ص:  >  >>