للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني: باعتبار أنه بادي البشرة (١). وكذا الخَنْدريس (٢) والعُقَار (٣) فإن الأول باعتبار العِتْق (٤)، والثاني باعتبار عُقْر الدَّنِّ لشدتها. وتكلَّف لأكثر المترادفات بمثل هذا المقال العجيب.

وقد اختار هذا المذهب أعني إنكار المترادف أبو الحسين أحمد بن فارس (٥) في كتابه الذي ألفه في فقه اللغة العربية (٦) وسنن العرب وكلامها،


= أي: يُبْصَرون، كما قيل: للجن جنٌ لأنهم لا يؤنسون أي: لا يُبْصرون". وانظر: المصباح المنير ١/ ٣٠، وعلى هذا فالإنسان إما مشتق من النسيان، أو من الأُنْس أي: الاستئناس، أو من الإيناس وهو الإبصار كما قال الأزهري: "وأصل الإنْسِ والأَنسِ والإِنْسان من الإيناس: وهو الإبصار". لسان العرب ٦/ ١٦.
(١) انظر: لسان العرب ٤/ ٥٩، مادة (بشر).
(٢) الخَنْدَريس: الخمر القديمة. قال ابن دُرَيد: أحسبه مُعَرَّبًا سميت بذلك لِقدَمها، ومنه حِنْطةٌ خَنْدَريسٌ للقديمة. انظر: لسان العرب ٦/ ٧٣، مادة (خندرس).
(٣) العُقَار: الخمر، سميت بذلك لأنها عَاقَرت العقلَ وعاقَرَت الدَّنَّ، أي: لَزِمته، يقال؛ عاقَرَه إذا لازَمَه وداوم عليه. والمُعَاقَرة: الإدمان. والمعاقرة: إدْمان شرب الخمر. انظر: لسان العرب ٤/ ٥٩٨، مادة (عقر).
(٤) في المصباح ٢/ ٣٩، مادة (عتق): "وعَتُقتِ الخمرُ من بابَيْ ضَرَب وقَرُب: قَدُمَتْ، عَتْقا بفتح العين وكسرها".
(٥) هو الإمام العلامة أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا القَزْوينيُّ الرازيُّ المحدِّث. كان رأسًا في الأدب، مناظرًا متكلمًا على طريقة أهل الحق، ومذهبه في النحو على طريقة الكوفيين، وكان شافعيًا فتحول مالكيًا. له من التصانيف: المجمل، فقه اللغة، ذم الخطأ في الشعر. توفي سنة ٣٩٥ هـ. انظر: سير ١٧/ ١٠٣، وفيات ١/ ١١٨، بغية الوعاة ١/ ٣٥٢.
(٦) في (غ)، و (ك): "والعربية". والظاهر أن الواو زائدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>