للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني: أن يكون مِنْ واضعٍ واحدٍ، وهو السبب الأقلي (١) كما ذكر الإمام.

وله فوائد منها: أن تكثر الوسائل أي: الطرق إلى الإخبار عما في النفس، فإنه ربما نَسِي أحد اللفظين أو عَسُر عليه النطق به. وقد كان بعض الأذكياء في الزمن السالف ألثغ، فلم يُحفظ عليه أنه نطق بحرف الراء، ولولا المترادفات تُعينه على ما قَصَده لما قَدَر على ذلك (٢).

ومنها: التوسع في مجال البديع، أي: في سلوك طرق الفصاحة وأساليب البلاغة في النظم والنثر؛ وذلك لأن اللفظ الواحد قد يتأتى باستعماله مع لفظ آخر السجع (٣)، والقافية (٤)، والتجنيس (٥) (٦)،


(١) في (ك): "الأقل".
(٢) هو واصل بن عطاء أبو حذيفة المخزومي مولاهم البصري، كان يَلْثغ بالراء غينًا، فلاقتداره على اللغة وتوسُّعه يتجنَّبُ الوقوعَ في لفظةٍ فيها راء. كما قيل:
ويجعل البُرَّ قمحًا في تصرفه ... وخَالَف الراءَ حتى احتالَ للشِعْر
ولم يُطِقْ مَطَرًا والقولُ يَعْجُلُه ... فعاذ بالغيث إشفاقًا من المطر
انظر: سير أعلام النبلاء ٥/ ٤٦٤، وفيات الأعيان ٦/ ٨.
(٣) السَّجْع: هو توافق الفاصلتَيْن نثرًا في الحرف الأخير. نحو: الإنسان بآدابه، لا بزيِّه وثيابه. والمراد بالفاصلتين الكلمتين اللتين في أخر الفقرتين. انظر: حسن الصياغة شرح دروس البلاغة ص ١٥٩.
(٤) قال السكاكي: السجع في النثر كالقافية في الشِّعْر. الظر: تلخيص المفتاح ص ٣٥٩.
(٥) في (ص)، و (غ)، و (ك): "أو التجنيس".
(٦) الجناس: هو تشابه اللفظين في النطق لا في المعنى. ويكون تامًا وغير تام. فالتام: ما اتفقت حروفه في الهيئة (أي: الحركات والسكنات)، والنوع (بأن يكون اللفظان =

<<  <  ج: ص:  >  >>