للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم يكشف هو عن تلك العِلَّة فيقول:

" العلة نفى نظرنا واضحة لا تحتاج إلى كثير تأمل، وهي أن القرآن روح من

أمر اللَه: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ) ، فهو يؤثر بهذا الاعتبار تأثير الروح في الأجساد

فيحركها ويتسلط على أهوائها. أما تأثير الكلام في الشعور فلا يتعدى

سلطانه حد إطرابها والحصول على إعجابها ".

ثم ينتهى إلى قوله: " نعم. إن جهة إعجاز الكتاب الإلهى المقدس هي تلك

الروحانية العالية التي قلبت شكل العالم ".

ويرى وجدى أن هذا الرأي يحل كثيراً من المشكلات فيقول:

" هذا رأينا في جهة إعجاز القرآن. وهو - فيما نعلم - يحل كثيراً من

المشاكل في هذا البحث ويمكن الاستدلال عليه بالحس والواقع.

أما ما ولع به الناس من أن القرآن معجز لبلاغته، وتجاوزه حدود الإمكان، حتى وقع الإعجاز ببلاغته، دون وجوه إعجازه الأخرى فلم نقف له على أثر في ذات القرآن. مع أنه ورد ذكر القرآن في آيات عدة لم نر في واحدة فيها ما يوافق ما يذهب إليه الآن الكثيرون ".

والآن - وبعد أن ذكرنا رأيه ونصوصه - نسأل سؤالاً. مؤداه: ماذا يقصد

وجدى بأنه لم يجد في آيات القرآن ما يدل على هذا المذهب؟

إن كان يقصد عدم ورود شيء من الصور البلاغية في القرآن - وهذا بعيد جداً - فقد وَهِم،

<<  <  ج: ص:  >  >>