إلا وكان ذلك آية في نفسه. ومعجزة لمحاوله. وهدىً لقائله.
وليس في طاقة البَشر الإحاطة بأغراض الله في كلامه وأسراره في كتابه. فلذلك حارت العقول
وتاهت البصائر عنده".
ولابن خلدون رأى شبيه بهذا. إلا أن الممتنع عنده هو فهم جميع أسرار
الإعجاز. أما بعضها فجائز لمن توافرت له وسيلة الفهم.
قال ابن خلدون: " وهذا الإعجاز الذي تقصر الأفهام عن إدراكه، وإنما يدرك بعض الشيء منه مَن كان له ذوق بمخالطة اللسان العربي وحصول مَلكته. فيدرك من إعجازه على قدر ذوقه ".
والذي يظهر من النظر في قولي السكاكى وأبى حيان يجد النزعة الفلسفية
غالبة عليهما وإن ظهرت إلى حد الإسراف فيما نقله أبو حيان. . ورأيهما
متطرف. أما رأى ابن خلدون فهو أقرب إلى الحقيقة كما ترى.
" الأسلوب النطقى والعلمي: ويذهب بعض الباحثين إلى أن من وجوه
إعجاز القرآن الأسلوبين المنطقى والعلمي، لأن العرب لم يكونوا يحسنون غير
الأسلوب الخطابى من بين فنون النثر، وقد حاول صاحب هذا الرأي أن
يستدل على صحته جهد المستطاع. وعلى طرافة ما ذهب إليه فقد رده بعض معاصريه.
" الموضوعية والتجرد: وهو أحدث رأى في الإعجاز حتى الآن.
قال به الدكتور محمد البهي في مقال طويل نشرته له الوعي الإسلامي.