وأمام التحدث وصايا عدة لتحسين اللفظ أو المعنى كفلها علم البديع الذى
ليس هو مظهر ترف في الأسلوب وإنما هو دعامهَ من دعائم إجادته وصقله.
إن عبد القاهر الجرجانى قد أقام نظرية كاملة في كتابه " دلائل الإعجاز "
لم ينحرف وهو يضع أسسها عن توجيهات البلاغة. وما زال كتابه فتحاً جديداً فى هذا المجال.
كما كان كتابه " أسرار البلاغة " ذا أهمية خاصة في التوجيه البلاغى والنقد
الجمالى الفنى.
إننا ما دمنا نقول ونرجح أن إعجاز القرآن إنما هو بنظمه وروعة تأليفه فإن
البلاغ والفصاحة تمثلان لنا أكبر دعامتين في بيان جودة النظم وروعة التأليف فى حقائقه ومجازاته وبدائعه. في معانيه وييانه.
وقد أبان السكاكى وظيفة البيان والمعاني في بناء الأسلوب وسلامة الحكم
عليه فقال: " إن الوقوف على تمام مراد الحكيم تعالى، وما تقدس من كلامه، مفتقر إلى هذين العلمين - أي البيان والمعاني - كل الافتقار، فالويل لمن
يتعاطى التفسير وهو فيهما راجل ".
وقد أشار الزمخشري إلى هذا المعنى، وبنى عليه منهجه في التفسير.
فكانت التوجيهات البلاغية طابعاً غالباً على تفسيره كما أخذ بها العلامة
أبو السعود فحفل تفسيره بالكشف عن مواطن الجمال في القرآن الكريم على
هدى من توجيهات البلاغة.
ويقول أبو هلال: " وحُسن الرصف أن توضع الألفاظ مواضعها.
وتُمكن فى أماكنها، ولا يُستعمل فيها التقديم والتأخير. والحذف والزيادة - إلا حذفاً لا يفسد