الكلام - ولا يعمى المعنى، ويضم كل لفظة منها إلى شكلها.
وتضاف إلى لفقهاً.
هذه سمات الأسلوب الجيد كما يراها أبو هلال العسكرى. .
وهل هذه التوجيهات خارجة عن مفهوم البلاغة؟
ومن هنا يُعلم أن كل أسلوب جميل لا غِنى فيه عن توجيهات البلاغة، ودقة
التزام الإرشاد البلاغى هو الذي أبدى الأسلوب في شكله الجميل الرائع.
على أننا نرى أن هناك مواضع في القرآن الكريم لا بدَّ من تخريجها بلاغياً
وإلا وقعنا فيما يشبه المحظور.
وذلك في المواضع التي أثبتت لله - سبحانه - جارحة كقوله تعالى: (يَدُ
اللهِ فَوْقَ أيْدِيهِمْ) .
وقوله: (ثُم استَوَى عَلى العَرْشِ) .
فإذا نحينا مذهب " السَّلف " القائل بالتسليم. فإن منهج " الخَلف " الآخذ
بالتأويل يقول بأنها القُدرة. ففى التعبير مجاز مرسل علاقته المحلية. لأن
القُدرة محلها اليد.
وفسَّروا: " استوى " - بالاستيلاء بمعنى سلطان الله المسيطر على العرش،
وعلى كل شيء، كما فسَّروا الظروف التي تدل على المكان مضافة إلى الله مثل " عند " في قوله تعالى: (وَإنهُمْ عندَنَا لمِنَ المصْطفَيْنَ الأخْيَارِ) .
بالعلم - أي في علمنا. وكثير من هذَه المشاكل التي تمس العقيدة قد تخرجت
تخريجاً بلاغياً ارتاحت معه النفس واطمأنت إليه العقول أيما اطمئنان.
* * *