ويسيرٌ من النظر يُبين أن الحروف التي بدأت بها هذه السور، تبلغ - بعد
حذف المكرر - أربعة عشر حرفا هي:
ا - ح - ر - س - ص - ط - ع - ق - ك - ل - م - ن - هـ - ى.
وقد أثار هذا النوع من الفواتح دهشة العرب النازل بلغتهم القرآن، كما أثار جدلاً كبيراً بين العلماء والمفسرين: لأنهم رأوا فيه غرابة وعزة غير معهودتين فى متعارف القول ومشهور الأساليب.
ونتج عن هذا الخلاف اتجاهان رئيسيان. .
الأول: يقضى بتفويض السرِّ في ذلك إلى الله، ويرى عدم الخوض فيه،
ويعده من المتشابه الذي لا يعلم حقيقته إلا الله.
ومن القائلين به خليفة الرسول أبو بكر الصديق، وعلىَ بن أبى طالب، وعمر ابن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعبد اللهَ بن مسعود.
فقد نقل السمرقندى أنهم قالوا: الحروف المقطعة من المكتوم الذي لا يُفسَّر. وقال أبو حاتم: لا ندري ما أراد الله عزَّ وجلَّ بها.
وقد تابع الشعبى هذا الرأي وقال: إن لكل كتاب سراً. وإن سر هذا القرآن