للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيهما: كذلك فإن النصارى قد اتخذوا الحروف رموزاً دينية معروفة فيما

بينهم أيام نزول القرآن، وكانت اللغة اليونانية هي الرسمية في مصر، وكانوا

يرمزون بلفظ " إكسيس " عن: يسوع المسيح ابن الله المخلِّص.

فالألف من " إكسيس " هي الحرف الأول من " إبسوس " يسوع. والكاف

هى الحرف الأول من " كرستوس " المسيح. والسين مبدلة من حرف الثاء فى

" ثبو " الله. والياء تدل على " إيوث " ابن. والسين الثانية منها تشير إلى

" توتير " المخلص. ومجموع هذه الكلمات عندهم هو: يسوع المسيح ابن الله المخلِّص "! ؟

وهذا الرأي يبدو في ظاهره دفاعاً عن مبدأ الرمز بالحروف الوارد في القرآن

الكريم وليس محاولة لفهم هذه الظاهرة الفريدة.

٩ - ويروى مالك بن نبى، نقلاً عن " النقد الحديث "، أن هذه الفواتح

ترجع إلى حالة اضطراب عضوى يحدث للنبى عليه السلام في حالة الكشف

والتلقى.

لكنه يدفع هذا الفرض بما هو معروف عن النبي عليه السلام؟ لأنه كان يمثل

أكمل المعادلات الشخصية في نواحيها الثلاثة: الخلقية، والعقلية، والبدنية.

ولم يدع التاريخ أدنى ريب في هذه النقطة. فلا مجال إذن لأن نتخيل أى

افتراض عن الذات المحمدية، حتى نشرح هذا الإبهام أو ذلك المرض العضوى.

" ومن وجهة أخرى لسنا نجد في أدب هذه الذات الشخصى الغنى

- وهو " الحديث " - أي أثر لتلك المغلقات، ولا توجد أية رواية مشافهة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مشتملة عن مثل هذا التصدير الرمزى ".

هذا رده. وهو دفع ناجح بلا شك. ولكننا نرى في المسألة دفعاً آخر مستمداً من طبيعة الظاهرة نفسها لا من شيء خارج عنها ذاتاً، أو أدب ذات.

وحاصل هذا الرد:

<<  <  ج: ص:  >  >>