للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والموضع الثاني لذكرها حين قصَّ علينا القرآن قصة عاد وعتوها عن أمر ربها.

وفي " عاد " هذه نجد العبارة اكتنفت القصة بدءاً ونهاية.

قال تعالى:

(كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (١٨) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (١٩) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (٢٠) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (٢١) ؟.

وتكرار العبارة - هكذا - في البداية والنهاية مخرج لها مخرج الاهتمام.

مع ملاحظة أن أحداث القصة - هنا - صُورت في عبارات قصيرة ولكنها

محكمة وافية. . ولم يسلك هذا المسلك في قصة نوح - أعنى قصر العبارات - والسبب - فيما يبدو لى - أن إهلاك قوم نوح كان بالإغراق في الماء. وهي وسيلة كثيراً ما تكون سبب هلاك. فقد كانت سبب هلاك فرعون وملئه. .

أما أن يكون الإهلاك بالريح فذلك أمر يدعو إلى التأمل والفكر.

ولعل مما يقوى رأينا هذا. أن هذه القصة - قصة عاد - وردت في موضع

آخر من القرآن يتفق مع هذا الموضع من حيث الفكرة، ويختلف معه - قليلاً - من حيث طريقة العرض وزيادة التفصيل.

جاء في الحاقة: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (٦) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (٧) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (٨) ؟.

فإرسال الريح - هكذا - سبع ليال وثمانية أيام حسوماً مدعاة للعظة

والاعتبار.

ومثله: (وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (٤١) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (٤٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>