من التأمل والمقارنة بين هذه النصوص يخرج الباحث بما يأتى:
أولاً: أن الأمر ب " الهبوط " جاء بصيغة الجمع في البقرة والأعراف لأن
المخاطب ثلاثة: آدم وزوجه وإبليس.
وجاء بصيغة التثنية في طه. ولعل سره أن المأمور بالهبوط فريقان: آدم
وزوجه فريق، وإبليس فريق آخر.
ثانياً: أن الأمر في البقرة وطه قد اقترن ضمير المخاطب فيه بالتوكيد بلفظ:
" جميعاً " ولم يرد ذلك في الأعراف.
ثالثاً: أن التصريح بـ " ثبوت العداوة بينهم " أمر مشترك بين الأعراف وطه، أما آية البقرة هنا فقد خلت منه. لأنها جاءت تاكيداً بالهبوط للآية التي قبلها.
وفيها صرَّح الله بثبوت تلك العداوة. فاكتفى بها.
رابعاً: أن ترقب هُدى الله قد صُرِّحَ به في كل من البقرة وطه. . ولم يأت فى
الأعراف إطلاقاً.
خامساً: أن بيان أن " مَن اتبع الهدى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون "،
أو " فلا يضل ولا يشقى " من خصائص سورتى البقرة وطه مع اختصاص طه
بشيء من التفصيل إذا ما قورنت بالبقرة. هذا البيان لم يرد في الأعراف. لأنه تابع لترقب الهُدى الذي لم يرد فيها كما مَر.
سادساً: التصريح بـ " الاستقرار في الأرض والتمتع فيها إلى حين " من
خصائص سورتى البقرة والأعراف. فيما تقدم عن هذه الآية. والأعراف فى
الآية المذكورة مع اختصاص الأعراف بشرح تفصيلى لأدوار سُنَّة الله التى
سيخضعون لها في الأرض قال: (فيهَا تَحْيَوْنَ وَفيهَا تَمُوتُونَ وَمنْهَا
تُخْرَجُونَ)