للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولوَّح بأن الجزاء محذوف. ولأنه صفة ثواب أهل الجنة.

فدل بحذفه على أنه شيء لا يحيط به الوصف.

٢ - والحذف في الأولى دل على أن أبواب جهنم فتحت حين جاءوها، لأن

" إذا " ظرف لا يُستقبل من الزمان، و " فتحت " جوابها، والذكر في الثانية

دل على أن أبواب الجنة كانت مفتحة قبل أن يأتوها.

فلماذا - إذن - كانت أبواب جهنم مغلقة ثم فتحت حين جاءوها، وأبواب الجنة مفتحة قبل أن يأتوها؟

٣ - والجواب: لأن جهنم سجن، والسجن ذلك شأنه: حُراس شداد،

وأبواب محكمة الإيصاد: (عَليْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَة) .

والجنة دار كرامة وتشريف، فللترحيب بهم استعدت لهم قبل وصولهم،

(جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ (٥٠) .

* * *

* موضع آخر تُحذف الواو:

فتلك أسرار ثلاثة استفيدت من حذف حرف في موضع، وذكره في موضع

آخر مماثل.

ومثله في كون الواو محذوفاً في موضع ومذكوراً في آخر مماثل قوله تعالى:

(وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (٤٩) .

وقوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>