وقد يُحذف في غير هذه المواضع كما جاء في بعض القراءات نحو قراءة مَن
قرأ: (فَلاَ خَوْفٌ عَليْهمْ) . فيمن ضم ولم يُنون - أي فلا خوف شيء
عليهم، كما قرئ: (سًلاَمٌ عَليْكُمْ) - أي سلام الله عليكم.
أو على إضمار " ال ".
وهذه المواضع مما يظهر فيها أمر الحذف والتقدير. وهو فضلاً عن كونه من
التوسع في اللغة فإن فيه فضيلة الإيجاز مع وفاء الدلالة.
* *
٦ - حذف الحال وحذف التمييز:
هاتان فضلتان الأصل فيهما عدم الحذف، لأن الفضلة ضعيفة لا تكاد تتصور
إذا حذفت. لكنا وجدنا في القرآن بعض المواضع التي اعتراهما فيهما الحذف.
لأن الدليل عليهما في تلك المواضع من القوة بحيث أجاز ذلك الحذف.
وقد تحدث ابن هشام في المغني عن حذف الحال، والتمييز.
وذكر بعض مواضع حذف الحال ولكنه لم يمثل لحذف التمييز في القرآن الكريم.
مع أن فى القرآن مواضع جاء فيها التمييز محذوفاً.
فمن أمثلة حذف التمييز في القرآن الكريم قوله تعالى حكاية عن أهل الكهف:
(قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) .
التمييز في هذه الآية محذوف تقديره: كم يوماً لبثتم؟
ودليل الحذف: كون السائل مستفهماً عن مدة لبثهم نائمين.
وإنما كان التقدير ب " اليوم " دون ظروف الزمان الأخرى لأن السؤال منصب عن مدة النوم. والنومة الواحدة
لا تتجاوز - في العادة - اليوم أو بعضه.