ثانياً: منهج ابن الصائغ في التقديم
ذكر هذا المنهج السيوطي في المعترك، وهو بصدد تقسيم التقديم.
وقد قسمه إلى قسمين:
أحدهما: ما أشكل معناه، بحسب الظاهر، فلما عرف أنه من باب التقديم
والتأخير اتضح. وقد أورد على هذا القسم بعض الأمثلة من القرآن الكريم. ومنها ما حكاه عن ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله تعالى: (فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) .
قال - يعني قتادة -: هذا من تقديم الكلام يقول: " لا تعجبكَ أموالهم ولا أولادهم فى الحياة الدنيا. إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الآخرة ".
وحكى عن قتادة - كذلك - أنه قال في قوله تعالى:
(إنِّى مُتَوَفِّيكَ ورَافِعُكَ إليَّ) : هذا من المقدَّم والمؤخر، أي: " رافعك إليَّ ومتوفيك ".
وحكى عن عكرمة أنه قال في قوله تعالى: (لهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُواْ
يَوْمَ الحِسَابِ) : هذا من التقديم والتأخير.
يقول: لهم يوم القيامة عذاب شديد بما نسوا.
ونُسبَ إلى ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال في قوله تعالى:
(فَقَالُواْ أرِنَا الَلهَ جَهْرَةً) ، أي: " إنما قالوا جهرة أرنا الله "
قال ابن جرير: يعني سؤالهم كان جهرة.
كما حكى عن ابن عباس - أيضاً - أنه قال في قوله تعالى:
(أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ)
الأصل: هواه إلهه. لأن مَن اتخذ الله هواه غير مذموم.