ترجع إلى الذوق العربي والاحتكام إلى اللغة كالنحو والصرف واستقرت
الاتجاهات النقدية في هذه الفترة في نواح ثلاث:
الأولى: نقد الذوأقين من الأدباء والخلفاء والرواة.
والثانية: الموازنة الدقيقة بين نصين اتحدا في الموضوع أو بين شاعرين
يجمعهما مذهب شِعرى واحد.
والثالثة: النقد العلمي المحتكم فيه إلى اللغة والنحو، ونذكر لكل مثالاً
فيما يأتى:
فمن نقد الذواقين قال أبو النجم يصف فرساً:
* يسبْحُ أُخراهُ وَيطفُو أولُه*
فنقده الأصمعى بقوله: إذا كان - الفرس - كذلك فحمار الكساح أسرع
منه، لأن اضطراب مؤخره قبيح، وإنما الوجه ما قال أعرابى في وصف فرس
أبى الأعور السلمى:
مر كَلمْح البَرْقِ شامَ نَاظِرُهْ. . . يَسْبَحُ أولاَهُ وَيْطفُو آخِرُهْ
فَمَا يَمَسُّ الأرضَ مِنْهُ حَافِرُهْ
وقد طابق الأصمعى - هنا - بين المضمون والشكل - أو بين المعنى والصورة
- فوجد اضطراباً في المعنى نجم عن تعبير الشاعر عنه بقوله: " يسبح أُخراه.
فنقده نقداً جمع فيه بين ذوق اهتدى بالفكر إلى فساد ما ذهب إليه الشاعر.
ومن نقد الموازنات أنشد بشار بن برد قول كثير عزة:
ألاَ إنمَا ليْلى عصى خَيْزَرَانَةٍ. . . إذَا غَمزُوها بِالاكُفِّ تَلينُ