أولاً: أن فيه لكل مشكلة حلاً، فقد شملت هدايته وتوجيهاته: العقائد،
والعبادات، والمعاملات. وجاء بكثير من العلوم والمعارف: بَشَّر، وأنذر،
وأجمل، وفصَّل، ورغَّب، ورهَّب، وشرَّع فأحكم، وقصَّ، وهذَّب. . وصدق الله إذ يقول: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) .
وهذه ميزة من حيث الموضوع. .
ثانياً: أن كل نبى كان يُبعث إلى قومه خاصة ومنهم موسى وعيسى عليهم
السلام. وكتاب كل نبى كان وصايا وإرشادات لأولئك القوم.
ومحمد عليه الصلاة والسلام بُعِثَ للناس عامة، فجاء القرآن عاماً لهؤلاء الناس. وليس لشعب جزيرة العرب خاصة.
وهذه ميزة من حيث المكان. .
ثالثاً: والرسالات السابقة كانت واجب العمل بها ما دام رسولها حياً، فإذا
قُبِضَ أُفسح المجال لرسول آخر ورسالة أخرى.
أما رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - فهى خالدة
إلى يوم القيامة لا يلغيها رسول بعده ولا يبطل العمل بها بحال.
وهذه ميزة من حيث الزمان. .
وهذا يُفسِّر لنا تلكما الظاهرتين وهما كثرة وصفه بالنور ثم تقديمه عليهما فى
" المائدة "، أما تقديم التوراة على الإنجيل وزيادتها عليه بموضع، فلأن
التوراة أسبق وجوداً من الإنجيل، فالترتيب بينهما زمني محض.
أما الزيادة المذكورة فلأن التوراة أصل للإنجيل وهو مكمل لها.
فلذلك خصصت بزيادة موضع عليه حين وصفا بالنور.
٤ - في سياق الحديث عن كتاب مفروض وجوده في معرض الجدل. . وذلك فى موضعين هما: