أن يكون للفظ معنيان لم تقم قرينة على إرادة أحدهما.
والمتأمل يرى أن كلا المعنيين هنا صالح للفهم والاعتقاد.
(هـ) حسن التقسيم: حيث قسَّم الناس بالنسبة لضرب الأمثال بالبعوضة
وما زاد عليها في الحقارة أو ما زاد في الحجم إلى فريقين:
فريق مؤمن مُصدِّق، وآخر كافر مُكذِّب.
(و) المقابلة: حيث طابق بين " آمنوا " و " كفروا " و " يضل "
و" يهدى "، وقد جامعت المقابلة هنا التكافؤ حسبما يرى ابن أبى الإصبع لأن " يهدى " و " يضل " مجازيان.
(ز) التعطف: وذلك في ثلاثة مواضع " مثلاً " و " مثلاً "، " يضل "
و" يضل "، " كثيراً" و " كثيراً".
(ح) البيان بعد الإبهام: وذلك أنه سبحانه قال: (يُضل به كَثيراً
وَيَهْدى به كثيراً) فبئن أن فريقاً يضل به وآخر يهدى، ولم يبين مَن المهدى
ومَنَ المضل، َ ثم عاد فقال: (وَمَا يُضِل بِهِ إلا الفَاسِقِينَ) ليعلم مَن هو
الفريق المضل وفي هذا البيان معنى الاحتراس.
(ط) صحة التفسير: حيث فسَّر " الفاسقين " في قوله تعالى:
(وَمَا يُضِل به إلا الفَاسقينَ) بقوله تعالى: (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٢٧) .
أى النزاهة: وذلك لأنه سبحانه حين أراد ذمهم لم يستعمل فيه هجين
اللفظ، ولا قبيح المعنى، بل سجَّل عليهم نقضهم ميثاق الله، وترك ما أمر
الله بفعله وفسادهم في الأرض، وأخبر عنهم بأنهم هم الخاسرون لا غيرهم.
(ك) التكافؤ: وهو - كما عرفه ابن أبى الإصبع - أن يكون ركنا الطباق
مجازيين لا حقيقين، وأن تكون أركان المقابلة مجازية كذلك. والتكافؤ بهذا